الكلمات
  كلمة سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد المبارك الصباح بمناسبة الإحتفاء بالسيدين/ بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة السابق، وهاينز فيشر الرئيس السابق لجمهورية النمسا الإتحادية  
  11 فبراير 2019  
     
 

معالي السيد بان كي مون،

أمين عام الأمم المتحدة السابق،

معالي السيد هاينز فيشر،

الرئيس السابق لجمهورية النمسا،

السادة أعضاء المجلس الاستشاري بمركز بان كي مون للمواطنة العالمية،

معالي السيّد خالد فودا، محافظ جنوب سيناء،

السيدات والسادة أعضاء السلك الدبلوماسي،

الضيوف الكرام،

 

يسعدني أن أرحب بالضيوف الكرام، وبمعالي السيد بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة السابق، ومعالي السيد هاينز فيشر الرئيس السابق لجمهورية النمسا، والسادة أعضاء المجلس الاستشاري بمركز بان كي مون للمواطنة العالمية، والوفد المرافق لهم، الذين يحلّون علينا جميعاً ضيوفاً بمناسبة الإنعقاد الثالث للمجلس الاستشاري للمركز في دولة الكويت؛ أهلا بكم جميعاً بين اصدقائكم بالكويت.

تعود العلاقات الدبلوماسية بين الكويت وكوريا الجنوبية إلى عام 1979ومنذ ذلكالوقت وكلا البلدين يسعى إلى توطيد هذه العلاقات، التي نتمنى أن نمتد إلى اتفاقيات تعاون بين الطرفين.

أما النمسا، فإن دورها الحيادي إزاء مختلف النزاعات في العالم مكّنها من أن تشارك بشكل كبير في عمليات حفظ السلام وغيرها من المهام الإنسانية الأخرى التي تقودها الأمم المتحدة. وعاصمتها فيينا هي مقرّ لأحد مكاتب الأمم المتحدة الرئيسية الأربعة في العالم.

ولا يسعنا إلاّ أن نشيد بمصر، أرض الكنانة التي ذكرتها الكتب السماوية، والتي تربطها بالكويت علاقات دبلوماسية مميزة تبلورت في توقيع اتفاقيات ومذكرات نفاهم في عدد من مجالات التعاون المختلفة والتي تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك بين البلدين.

السادة الضيوف،

إن المواطنة العالمية حلم قديم راود الإنسان منذ أن تمدّدت شبكة العلاقات بين الأفراد، وأتسعت وسائل التواصل بين الناس، وتلاشت الحواجز بين الشعوب؛ ولقد نادى بها بعض الفلاسفة والمفكرين من قديم الزمان، وجاءت الفكرة من منطلقات مختلفة. فلقد نُقَل أن الفيلسوف سقراط عندما كان يسأله الآخرون: من أين أنت؟ كان يجيب: أنا مواطن عالمي، ولم يكن يقول: أنا مواطن أثيني، أو مواطن يوناني. ويخبرنا التاريخ أن الإمبراطورية الرومانية عندما صارت سلطة أممية، نشأت فيها الفلسفة التي تنادي بالمواطنة العالمية. ولعله بسبب تأثير هذه الفلسفة ألغى الامبراطور الروماني كراكلا سنة 212م المرسوم الشهير الذي حصر المواطنة الرومانية بسكان روما فقط، وبدّله لتصبح المواطنة عالمية لسكان الإمبراطورية الأحرار، ويشبه ذلك حال الدولة العباسية التي كان يتجول فيها مواطنوها من طشقند إلى سواحل المحيط الأطلسي، ومن بحر العرب إلى اسبانيا؛ فكان يتنقل فيها الوزير اليهودي بن النغريلة، والطبيب المسيحي جبريل بن بخت يشوع، والفلكي المجوسي نوبِحت المُنجِّم، وعالم الرياضيات والبصريات المسلم ابن هيثم، كما لو كانوا مواطنين عالميّين يتنقلون ويتحدثون ويفكرون على رقعة واسعة من الكوكب، دون أية قيود.

وأود أن أشير إلى أن فكرة المواطنة العالمية لا تعني أبدا إلغاء التنوع القومي أو الديني أو الثقافي في عالمنا، فهذا التنوع يشكل ثروة إنسانية لا تقدر بثمن، إنما هي تعني بدرجة كبيرة إلغاء الحواجز الناشئة عن التنوع، واكتشاف ثقافاتنا في هذا الكوكب، والتعرف على القواسم الإنسانية المشتركة بيننا، في الفكر والدين والفنون والآداب والأغذية والفلكلور، من أجل الحفاظ على مسيرة السلام العالمي واستمرارها.

 

السادة الضيوف،

في ظل أوضاع عالمنا المتوتر، وبيئتنا المهددة، والتفاوت المتزايد بين الفقر والغنى، تأتي فكرة تأسيس مركز بان كي مون للمواطنة العالمية في توقيتها السليم، لتساهم في الحد من تلك التحديات والتهديدات. وإذا كانت منطلقات المركز تقوم على فلسفة المواطنة العالمية، مما يعني بناء انتماء لدى سكان الأرض بوحدة المصير، إلا أن الأهداف ركزت على زيادة مشاركة الشباب والمرأة في تحقيق التنمية المستدامة، في التعليم والصحة والحماية الإجتماعية وتوفير فرص العمل وحماية البيئة، وهي لفتة ذكية تسعى لزيادة الإهتمام بأهدافها، من خلال توسعة رقعة الفئات الإجتماعية من سكان كوكبنا، والذي يشكل فيها الشباب والمرأة نسبة عالية.

السادة الضيوف،

إن دولة الكويت ملتزمة بأهداف القمة العالمية للتنمية المستدامة، والذي عقد في عام 2015. ولقد سعت إلى تطبيق هذه الأهداف على المستوى الوطني بصورة متكاملة ومترابطة، بأبعادها الإقتصادية والإجتماعية والبيئية، وكان ذلك بتوجيهات ومتابعة من حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد. ويأتي إهتمامها بمركز بان كي مون في سياق الإيمان بأهداف تلك القمة، ولهذا فإننا جميعاً بالكويت نرحب بعقد الإجتماع الثالث للمجلس الإستشاري في دولة الكويت، ونأمل أن يواكب هذا الإنعقاد توقيع مذكرة تفاهم بين مركز بان كي مون والأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية بدولة الكويت، وإننا نتطلع إلى إعلان أولى برامج المركز من خلال الإجتماع.

السادة الضيوف،

في نهاية كلمتي، أود أن أكرر ترحيبي الشديد بكم وبأعضاء الوفد المرافق، مؤكدا بالغ اعتزازي بوجودكم بيننا، مع خالص تمنياتي لكم جميعاً بالتوفيق والسداد.

 
  اطبع هذه الصفحة